أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان : “الإيجابية والسلبية من منظور إسلامي “، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 24 من ربيع 1438هـ، الموافق 23 ديسمبر 2016م

خطبة بعنوان : “الإيجابية والسلبية من منظور إسلامي ” ، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 24 من ربيع 1438هـ، الموافق 23 ديسمبر 2016م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:    

الحمد لله رب العالمين .. نحمده سبحانه وتعالي حمداً كثيراً طيباً مباركا ً فيه ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ..و أشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه  القائل :” المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان(مسلم). اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا جماعة الإسلام .

فاتقوا الله عباد الله واعلَموا أن هذه الدنيا دار ممرٍّ لا دار مقرٍّ، وقد جعلَكم الله مُستخلَفين فيها لينظُر كيف تعملون .. :”مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”(الأحزاب /23).

أيها المسلمون :

متى ما كان الإيمان قويًّا، ومتى ما كان الرقيب متنبهًا، كان للمسلم همة وقوة إيجابية  تحضه علي فعل الخيرات وترك المنكرات ..والعمل علي رقي ورفعة نفسه ووطنه.

وحديثنا إليكم اليوم عن: موضوع هام يتعلق بالشخصية والرجولة وأصحاب الهمم العالية والإيجابية القوية الفعالة  .. وعلي النقيض الآخر أصحاب الهمم الدنيئة الذين يرضون بالدنية وأقل ما يقال عنهم الإمعات أو السلبيين ..

يقول الله تعالي :” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”(النحل/76). لقد سمى الله السلبي في هذه الآية “كَلٌّ” والإيجابي بـ “يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ”.. “كَلٌّ” أصعب من سلبي، لأن سلبي معناها غير فعال أما كلّ فمعناها الثقيل الكسول وقبل هذا فهو “أَبْكَم” لا يتكلم ولا يرتفع له صوت . إنه الفرق بين الليل والنهار.. الجماد والكائن الحي… الفرق بين الوجود والعدم.

أخوة الإيمان والإسلام :

   الإيجابية والسلبية كلمتان شاع استعمالهما في الفترة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات فما معناهما؟

الإيجابية :” حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله. والإيجابية تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، والشخص الإيجابي: هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه.

السلبية: تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق، والكسل. والشخص السلبي: هو الفرد البليد، الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام .والمجتمع السلبي الذي يعيش فيه كل فرد لنفسه على حساب الآخرين مجتمع زائل لا محالة، كما أن المجتمع الإيجابي مجتمع راقٍ عالٍ لا شك.
وهذا عبء على المجتمع؛ لأن النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاته، وهذه الشخصية ضعيفة الفاعلية في كافة مجالات الحياة، ولا يرى للنجاح معنى، ولا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليس عنده همة الخطوة الأولى، ولهذا لا يتقدم ولا يحرك ساكناَ وإن فعل في مرة يتوقف مئات المرات. وهذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود، وهو دائم الشكوى والاعتراض والعتاب والنقد الهدام. وأما الآخر فإنه “يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ” فهو هنا الشخصية المنتجة في كافة مجالات الحياة حسب القدرة والإمكانية، المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة، ويمتلك النظرة الثاقبة.. ويتحرك ببصيرة”بِالْعَدْلِ”فهو يوازن بين الحقوق والواجبات (أي ما له وما عليه) مع الهمة العالية والتحرك الذاتي، والتفكير دائما لتطوير الإيجابيات وإزالة السلبيات.

 

أهمية الإيجابية :

إن السلبية هي أخطر آفة يصاب بها فرد أو مجتمع، بينما الإيجابية هي أهم وسيلة لنهضة أي أمة؛ فمن الحقائق المسلِّم بها أن نهضة الأمم تقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرة، كما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال تعالى: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”(هود:117).  ولم يقل صالحون إنما قال مصلحون، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره.

فالمسلم الإيجابي عندما تعرض له مشكلة يفكر في الحل فهو يرى أن كل مشكلة لها حل والسلبي يفكر في أن المشكلة لا حل لها، بل يرى مشكلة في كل حل. المسلم الإيجابي لا تنضب أفكاره والسلبي لا تنضب أعذاره كذلك المسلم الإيجابي يرى في العمل والجد أملا والسلبي يرى في العمل ألما.

والمسلم الإيجابي يصنع الأحداث والسلبي تصنعه الأحداث، والمسلم الإيجابي ينظر للمستقبل والسلبي يخاف المستقبل، كما أن المسلم الإيجابي يزيد في هذه الدنيا أما السلبي فهو زائد عليها .

نماذج من الإيجابية في القرآن والسنة :

أخوة الإيمان :

نماذج من الإيجابية في القرآن الكريم :

أولاً: قصة مؤمن آل فرعون :

قال الله عز وجل: “وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِين” (يس/20).”وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ” لم يمنعه بُعد المكان أن يأتي ليبلغ دعوته، وينشر معتقده، فقد جاء من أقصا المدينة! والغالب أن من يسكن أقصى المدينة هم ضعفاء الناس وفقراؤهم ولم يمنعه ذلك من اتيان قومه لدعوتهم ونصحهم .“رَجُلٌ”ورجل هنا نكرة أي أنه من عامة الناس وليس من وجهائهم.“يَسْعَى” ولم يأتِ ماشياً! فإن ما قام في قلبه من الهمة العالية، والرغبة، في نقل ما عنده للآخرين، حمله على أن يسعى .

“قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ” فلم يكتف بوجود ثلاثة رسل وإنما جاء بنفسه ليدعو قومه ويرغبهم في اتباع المرسلين .ثم يبين دليل صدق أنبيائهم “اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ” (يس/21(.

ثم يسوق الحجج العقلية، فيقول: “وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ . إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ . إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ”(يس/22-25).

هذا مثال لمؤمن حمله إيمانه الحق الصادق، على أن يجهر بدعوته، صريحة، واضحة، بين الناس. ونادى بملء فيه:”إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ” فقتله قومه. والقصة لم تنتهِ عند هذا الحد! قتل الرجل وبشرته الملائكة بالجنة “قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ”(يس/26).

سبحان الله! حتى بعد الموت، والفوز بالجنة، لا يزال في قلبه الشعور بالرغبة في العطاء، والنصح للآخرين. ولم يشمت بهم، وإنما تمنى أن يعلم قومه بعاقبته، لعل ذلك يحملهم على أن يقبلوا نصحه.قال ابن عباس: “نصح قومه في حياته بقوله: “يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ”، وبعد مماته في قوله: “يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ “

إيجابية نملة :

يقول تعالى: “حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”(النمل/18). سليمان نبي الله هو وجيشه يمشون في الطريق و أمامهم مجموعة من النمل يسعون لطلب الرزق.. تحملت نملة واحدة مسؤولية الإنذار والتحذير وصاحت في النمل “يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ”واعتذرت عن سليمان وجنوده فقالت :”وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”. “قَالَتْ نَمْلَةٌ” نملة نكرة ليست معرفة! ومن ثم فأي واحد منا يتحمل المسؤولية يكون موضع تقدير واحترام لأنه يصبح إيجابياً.

إيجابية الهدهد:

يقول تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ  لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ”(النمل/20-21).  فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم: 1- يتفقد الجيش كل يوم. 2- حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أم غائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان. 3- الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد. 4- العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛ حتى لا يوقع به العقاب. 5- الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه. وجاء الهدهد من سبأ بنبأ يقين، سمع الهدهد بأن قومًا يعبدون الشمس، بمملكة سبأ باليمن، وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، فطار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهب إلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة.

إن الآفة التي أصابت الأمة حتى العقلاء الفاهمين منها هي آفة أنه واقف إلى أن يؤمر، سلبيٌ إلى أن يُحرَّك، ينتظر مَن يقول له افعل أو لا تفعل، وفي هذا كأنما احتقر عظيمًا وهبه الله إياه، فعطَّل في نفسه الذاتية، والإيجابية، والتفكير في مصير الأمة، وعطل في نفسه معنى المشاركة، واحتقر في نفسه أن يصلح ما يستطيع إصلاحه دون أن يأتيه أمر بإصلاحه، وهذه الآفة التي يقع فيها كثير من الناس حتى الملتزمون والعاملون في المجال الدعوي لله تبارك وتعالى هي التي أصابت العمل الإسلامي بنوع من الفتور في كثير من الأحيان.

هذه هي الذاتية التي استشعرها الهدهد، فلم ينتظر إذنًا من أحد وقام غِيرةً على دين الله، قام لكي ينظر أين دين الله في هؤلاء الناس.

 إيجابية الرسول صلي الله عليه وسلم :

أيها الناس:

لما اشتد الأذى على رسول الله بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها خرج إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه فقرر الرجوع إلى مكة. قال: “انطلقت -يعني من الطائف- وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب -ميقات أهل نجد فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: “إن الله قد سمع قولل قومك لك وما ردّوا عليك وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم“..

ثم ناداني ملك الجبال: “قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين -جبلان بمكة-” فقال رسول الله: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً” (متفق عليه).

وقد وقع الأمر كما تمناه النبي وخرج من صلب فرعون الأمة أبي جهل عكرمة رضى الله عنه، وخرج من صلب الوليد بن المغيرة المبشر بالنار في سورة المدثر سيف الله المسلول خالد بن الوليد.

وهكذا المسلم يرى الأمل دائما غير منقطع وينظر إلى الواقع وإن اشتد عليه بايجابية وتفاؤل. وفي الحديث: “من قال هلك الناس فهو أهلكهم”( مسلم عن أبي هريرة، فهو أهلكهم أي أشدهم هلاكاً).

في هذا الحديث يبين صلي الله عليه وسلم  عظم من قال في الناس أنهم هلكى، لأن في ذلك حكم على عموم الناس بالهلاك وهو أمر غيبي لا يستطيع أحد الاطلاع عليه إلا بالوحي، والوحي قد انقطع من السماء. فكان جزاؤه أن يخبر النبي صلي الله عليه وسلم   عن القائل بذلك أنه أهلك الناس وأفسدهم، وهذا على رواية الرفع (بضم الكاف من أهلكهم).

أما على رواية النصب (بفتح الكاف من أهلكهم) فمعناها أنه أهلك الناس بكلامه ذلك وقنطهم من رحمة الله تعالى. قال الحافظ ابن عبد البر: “هذا الحديث معناه لا أعلم خلافاً فيه بين أهل العلم أن الرجل يقول ذلك القول احتقارًا للناس وازدراء بهم وإعجابًا بنفسه“.

وقال الخطابي: “معنى هذا الكلام أن لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساوئهم ويقول قد فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك من الكلام، يقول صلى اللّه عليه وسلم: “إذا فعل الرجل ذلك فهو أهلكهم” وأسوأهم حالاً مما يلحقه من الإثم في عيبهم والازراء بهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه فيرى أن له فضلاً عليهم وأنه خير منهم فيهلك .فانظروا إلى هذا القول فقط كيف يؤدي بالمرء إلى الهلاك

والخسران، وهو مجرد قول لا مساس فيه بأموال الناس ودمائهم وأعراضهم، وكل هذا لأن قائل هذا القول نظرته للمجتمع سوداوي، لا أمل فيها.

يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة، فوقف مسلمة ينادي في الجند: “من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل”، فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال: “أنا يا أمير الجند” ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين.

وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي على صاحب النقب حتى يكرمه على ما فعل، وكان يردد: “من الذي فتح لنا الباب؟” فما يجيبه أحد! فقال: “أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار”. فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ: “أنت صاحب النقب؟” فقال الطارق: “هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه”. قال مسلمة: “وما هي؟” قال: “ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز”، قال مسلمة: “افعل له ذلك”. فقال الطارق: “أنا صاحب النقب” وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبًا إلى سد الثغور في أماكن أخرى” (ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق 7/273) ويذكر أن مسلمة كان يدعو بعدها قائلاً: “اللهم احشرني مع صاحب النقب.”

الإيجابية في سنة الرسول صلي الله عليه وسلم :

عباد الله: حض الرسول   صلي الله عليه وسلم   على الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم ومجالس الذكر وزيارة المريض وحضور الجنائز ومؤاساة المحتاج وإرشاد الجاهل. وقد قال صلي الله عليه وسلم :” المؤمن الذي يخالطط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.”( الترمذي وابن ماجه).

واهتم الرسول صلي الله عليه وسلم   بالمواقف الايجابية والأخلاق النبيلة التي كان يتمتع بها غير المسلمين في عصره وإشادته بها ودعوته إلى الأخذ بها مع التأكيد على أن من الضروري أن يشترك المسلم بالعمل الايجابي من أي جهة أتى بل و يبادر إلى ذلك ، مثل حلف الفضول الذي اهتم بنصرة المظلومين والفقراء وقال فيه رسول الله   صلي الله عليه وسلم  “لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا لو دعيت به في الإسلام لأجبت”(السنن الكبرى للبيهقي).

والسعي في نفع الناس جميعًا كان ملازمًا للنبي صلي الله عليه وسلم   حتى قبل البعثة، فقد استدلت خديجة على أن ما حصل في غار حراء لا يمكن أن يكون شرًا للنبي صلي الله عليه وسلم   فقالت له: “كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم، وتَقْري الضيف، وتعين على نوائب الحق“.

ومعنى (تحمل الكَلَّ) يدخل في هذا الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك وهو من الكلال وهو الإعياء، أما قولها (وتكسب المعدوم) تكسب غيرك المال المعدوم أو تعطيه إياه تبرعا. (تَقْري الضيف) تكرمه يقال للطعام المقدم للضيف قِراً. (وتعين على نوائب الحق) جمع نائبة وهي الحادثة ما يحدث في الناس من المصائب.

وكما في قصة مساعدة النبي صلي الله عليه وسلم لبدوي غير مسلم ليسترجع دَيْنا له من أبي جهل رأس الكفر، فلم يمنع عدم إسلام الطرفين من بذل الجهد في عمل إيجابي.

قدم رجل من أراش (اسم قبيلة) بإبل له بمكة، فابتاعها منه أبو جهل، فمطله بأثمانها (تأخر متعمدًا)، فأقبل الأراشي حتى وقف على ناد من قريش، ورسول الله صلي الله عليه وسلم   في ناحية المسجد جالس، فقال: “يا معشر قريش، من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام فإني رجل غريب، ابن سبيل، وقد غلبني على حقي”، قال: فقال له أهل ذلك المجلس: “أترى ذلك الرجل الجالس -لرسول الله  صلي الله عليه وسلم   وهم يهزؤون به لما يعلمون بينه وبين أبي جهل من العداوة- اذهب إليه فإنه يؤديك عليه“.

فأقبل الأراشي حتى وقف على رسول الله صلي الله عليه وسلم   فقال: “يا عبد الله، إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله، وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه، يأخذ لي حقي منه، فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقي منه يرحمك الله” قال: “انطلق إليه” وقام معه رسول الله   صلي الله عليه وسلم   فلما رأوه قام معه قالوا لرجل ممن معهم: “اتبعه فانظر ماذا يصنع” قال: وخرج رسول الله   صلي الله عليه وسلم   حتى جاءه فضرب عليه بابه فقال: “من هذا؟” فقال: “محمد فاخرج إلي”، فخرج إليه وما في وجهه من رائحة، قد انتقع لونه، فقال: “أعط هذا الرجل حقه”، قال: “نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له”. قال: فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه. ثم انصرف رسول الله  صلي الله عليه وسلم   ، وقال للأراشي: “الحق بشأنك“..

فأقبل الأراشي حتى وقف على ذلك المجلس، فقال: “جزاه الله خيراً فقد والله أخذ لي حقي”. قال: وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: “ويحك ماذا رأيت؟” قال: “عجباً من العجب، والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه، فخرج إليه وما معه روحه، فقال له: أعطِ هذا حقه، فقال: نعم لا تبرح حتى أخرج إليه حقه، فدخل فخرج إليه بحقه، فأعطاه إياه“.

قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا: “ويلك مالك والله ما رأينا مثل ما صنعت قط”، قال: “ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب عليّ بابي وسمعت صوته، فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلًا من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط، والله لو أبيت لأكلني“.(سيرة ابن هشام ).

أخوة الإيمان والإسلام :ولا ننسى حديث :”كل معروف صدقة” الذي يعني أن لدى الإنسان أشياء كثيرة يمكن أن يقدمها للناس ولنفسه كالصدقة والابتسامة وإماطة الأذى عن الطريق وكف الأذى والتسبيح والتهليل. كما أن الأحاديث النبوية تحثنا على هذه القيمة العظيمة، فيقول صلي الله عليه وسلم :”إذَا قَامَتْ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا” (صحيح).فَسِيلَةٌ أي نخلة صغيرة. فإن استطاع أن لا يقوم من محله أي الذي هو جالسس فيه. «حتى يغرسها فليغرسها» مبالغة في الحث على فعل الخير كغرس الأشجار فكما غرس لك غيرك فانتفعتت به فاغرس لمن يجيء بعدك لينتفع وإن لم يبق من الدنيا إلا القليل.

وحكي أن كسرى خرج يوماً يتصيد فوجد شيخاً كبيراً يغرس شجر الزيتون فوقف عليه وقال له: “يا هذا أنت شيخ هرم والزيتون لا يثمر إلا بعد ثلاثين سنة فلم تغرسه؟” فقال: “أيها الملك زرع لنا من قبلنا فأكلنا فنحن نزرع لمن بعدنا فيأكل”. فقال له كسرى: “زه” وكانت عادة ملوك الفرس إذا قال الملك منهم هذه اللفظة أعطى ألف دينار فأعطاها الرجل. فقال له: “أيها الملك شجر الزيتون لا يثمر إلا في نحو ثلاثين سنة وهذه الزيتونة قد أثمرت في وقت غراسها”. فقال كسرى: “زه” فأعطى ألف دينار. فقال له: “أيها الملك شجر الزيتون لا يثمر إلا في العام مرة وهذه قد أثمرت في وقت واحد مرتين”. فقال له: “زه” فأعطى ألف دينار أخرى. وساق جواده مسرعاً وقال: “إن أطلنا الوقوف عنده نفد ما في خزائننا“.

العوامل التي تساعد علي الإيجابية :

عباد الله: وهناك الكثير من العوامل التي تساعد على تنمية (الإيجابية)، وروح المبادرة داخل النفوس، والتي تساهم بصورة كبيرة في خلق شخصية إيجابية مِقْدَامَة، وهذه العوامل كالتالي:

1-  الوعي والمعرفة: والعلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد، ويُصفِّي النية . فالمتابعة الدائمة للمجالات المختلفة تساعد الفرد على استكشاف أبعاد كثيرة من الممكن أن تكون غائبة عنه، فيساعده هذا الوعيي على استكشاف فرص جديدة، ومنافذ تكون في كثير من الأحيان مبهمةً له؛ مما يساعده على اقتحامها.

2- إرادة الآخرة، وجعل الهموم همَّا واحداً قال تعالى :”وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً” (الإسراء/19). وقال صلي الله عليه وسلم  :” من كانت همّه الآخرة، جمع الله له شملَه، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همّه الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له “(أحمد وابن ماجة). وكثرة ذكر الموت يجعل الإنسان إيجابياً عن / عطاء قال : كان / عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .

3- الثقة بالنفس: الكثير منا يُضَيِّع على نفسه فرصًا للانطلاق وفعل الخير؛ سواء كان هذا الخير لنفسه أو للغير؛ نتيجة لتشككهم في قدراتهم وتقليلاً من شأنهم الإيجابي عكس ذلك، فثقته بنفسه تدفعه دائمًا لاقتحام العوائق، وتخطي الصِّعاب.

3- القابلية للاقتحام والمغامرة: دون اندفاع وتهوّر، مع تقدير الأمور بمقاديرها، وهذه الرغبة في الاقتحام والمغامرة تدفع الفرد إلى اكتشاف آفاق جديدة للحياة، وتساهم في إنماء حصيلةِ الفرد من الحلول، فلا يقف عند عائق متعثرًا ساخطًا؛ ولكنه يمتلك حلولاً بديلةً؛ نتيجة لاحتكاكه المستمر، وخوضِه الكثير من المغامرات التي أثقلت التجربة لديه.

4- التحول عن البيئة المثبطة : إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنظيفها بالقليل من الماء .

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ..أما بعد فيا جماعة الإسلام :

فحين تريد أن تبني أمة ابحث عن أصحاب الهمم العالية والمخلصين من رجالها أمثال هؤلاء المخلصين الأمناء أصحاب النوايا السليمة والضمائر الحية اليقظة..

أما حين تريد هدم أمة من الأمم، فالأمر سهلًا ميسرًا، ضع في مواقع التأثير فيها، ومواطن القوة ومكامن المنعة، كل ذي همة متدنية، وطموح هزيل، من تمتلئ نفوسهم باليأس والقنوط، ويسهل استسلامهم لعوامل الهزيمة النفسية،و الخونة والمنافقين والجواسيس ومنعدمي الضمير..الخ. إنك إن فعلت أصبت أمتهم في مقتل،وقل أن تنجو أمة يفعل بها أعداؤها مثل ذلك . عندما استلم شارل ديغول رئاسة الجمهورية الخامسة في فرنسا كانتت الشبهات تحوم حول أحد كبار الموظفين في قصر الرئاسة بأنه يعمل لمصلحة دولة كبرى معادية، وقد عجزت كلل الأجهزة المختصة عن الوصول إلى دليل مادي واحد يدينه . وفي النهاية رفع الأمر إلى الرئيس ديغول، فقامم باستدعاء الموظف المشتبه به إلى مكتبه واستثمر ديغول عنصر المفاجأة وهيبة الرئاسة، ففاجأه بسؤاله : ” منذذ متى وأنت تعمل لصالح الدولة كذا ؟ “.فأجابه الموظف لفوره : “منذ سنوات يا سيدي الرئيس”. ثم دار بينهما حوار سريع :- – الرئيس : كيف تتلقى التعليمات ؟ الجاسوس :” لا أتلقى أي تعليمات” . الرئيس : كيف ترسل تقاريرك ؟؟ الجاسوس : لا أرسل أية تقارير . الرئيس :” وماهي وسائل اتصالك؟الجاسوس : لا يوجد أي اتصال الرئيس ( مندهشًا ) : كيف تعمل؟ الرئيس :إذن لصالح الدولة المعادية ؟ . الجاسوس : إن مهمتي تنحصر من خلال موقعي بأن أختار دائمًا أقل الموجودين طموحًا، وأدناهم همَّةً السلبيين ، وأسوأهم من حيث الكفاءة والاختصاص لعضوية اللجان الحساسة والمهمة، لتصبح توصيات هذه اللجان تفتقد الطموح والهمَّة العالية .

 

من أجل هذا كله لا بد أن نبحث في أبنائنا والرجال الصادقين من حولنا و عن أصحاب الطموح الكبير، والهمم العالية، ونعتني بهم أيما عناية، ففي مثل هؤلاء يكمن الأمل في مستقبل الأمة، ويسطع اليقين في عزتها وكرامتها، وبغيرهم لا أمل، ولا عزة، ولا كرامة .وإن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان، وقرين الذل والصغار، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا، فأورثتها قحطا في الر جال، وجفافا في القرائح، وتقليدا أعمى، وتواكلا وكسلا، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع .كل ذل يصيب الإنسان من غيره، ويناله من ظاهره : قريب شفاؤه، ويسير إزالته، فإذا نبع الذل من النفس، وانبثق من القلب، فهو الداء الدوي، والموت الخفي

ابــــــــــــــــــــــــــــــــدأ بنفسكـــــــــــــــــــــ“.

أخوة الإيمان والإسلام : يقول تعالي :”يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”(المائدة/105).

هذه الآية قد تفهم فهماً خاصاً: عن قيس ابن أبي حازم رحمه الله قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: ” يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم، وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب “(سنن أبي داود ). 

عليكم أنفسكم أي اهتموا بأنفسكم، عرفوها بربها، احملوها على طاعة، احملوها على الجهاد في سبيله، هذه الآية من معانيها أن تحمل نفسك على معرفة الله، وعلى طاعته، وعلى الجهاد في سبيله، والجهاد أنواع، جهاد نفسي جهاد النفس والهوى، وجهاد دعوي:”وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا “(المائدة). وجهاد الهوي وجهاد العدو المعتدي عليك ..الخ. “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ.

اكتفِ بنفسك ومن حولك، عليك بخاصة نفسك دقق ودع عنك أمر العامة، يعن:” إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة “( أبو داود ).  من هم خاصة النفس ؟ جيرانك، أخوان مسجدك، زملاء عملك، أصدقاؤك، أقرباؤك، هذا معنى خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، فهذه الآية تفهم فهماً معاكساً.:” إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً الناس في ضلال، في ضياع، غارقون في الشهوات، غارقون في أكل المال الحرام، غارقون في العدوان علىى أموال بعضهم بعضاً، وعلى أعراض بعضهم بعضاً، إذا كان الأمر كذلك ونصحتهم ولم ينتصحوا عليك بخاصة نفسك، أي انجُ بنفسك.

إن ما تقوم به من أفعال وأقوال هو مرآة لما بداخلك .. فمن يعيش في سلام مع ذاته ونفسه المطمئنة بذكر الله  فهو يعيش دائما في سلام مع الآخرين ..

ومن عرف نفسه فانشغل بإصلاح عيوبها ونمى ميزاتها وابتعدت جوارحه عن التنقيص في أخلاق وسلوك الآخرين .. فهل عرفت نفسك جيداً وهل قست أمالها وطموحاتها على أفعال وأمجاد الأبطال الخالدين في تاريخنا الزاهر الساطع فأولئك هم من عرفوا أنفسهم وكانوا أسياد عليها .. وبعد ان حققوا ذلك النصر الباهر انطلقوا ليسطروا فيي التاريخ أجمل قصص العطاء والبذل لأهداف سامية ونبيلة .

. فكن ملكاً وسيداً على مملكة نفسك وأقبض على زمام شهواتها وحررها من أغلال أطماعها وحركها نحو الصواب والطريق القويم لا إلى دروب الدهماء وسبيل الإمعة وأعز نفسك عن التدني والتخبط وترفع عن النزوات والهفوات .

فكم من إنسان بسيط لا يملك العقارات ولا يركب افخر السيارات ولا  يرتدي احدث الملابس ولا يتعطر بأغلى العطور وله قيمة بين الناس وعند الله عز وجل .. والعكس.

اللهم اجعلنا من  الذين  يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »